الاستثمار في الشباب السوري والمجتمع المدني، مع برنامج بيتنا آوتلاين في لبنان

مبادرة معاً، في البقاع، بلبنان

 كانون الأول 23 - يواجه الشباب السوري العديد من التحديات في بلدان اللجوء، بما في ذلك إيصال أصواتهم أو أخذها على محمل الجد. بناءً عليه، تعمل منظمات المجتمع المدني من أجل الإدماج الاجتماعي للاجئين الشباب، من خلال تقديم دورات تدريبية وأنشطة تعليمية للمساعدة في تسهيل وصولهم إلى التعليم الرسمي، والتنمية الذاتية، والاستقلال.

قام برنامج بيتنا آوتلاين بتقييم الاحتياجات الفريدة للاجئين الشباب في لبنان، ودعم المشاريع المحلية وتطوير التنمية المستدامة للفرق المدنية المشكلة حديثاً. في سهل البقاع وطرابلس وعرسال، وهي مدن فيها مجتمع كبير من اللاجئين السوريين ومخيمات اللاجئين، عمل بيتنا مع 14 مجموعة لتسهيل الاندماج الاجتماعي للاجئين الشباب.

وقد سهل البرنامج مجموعات عمل للشباب، ومكّنهم من التعرف على إنجازاتهم والتعبير عنها في سياقات مختلفة، وزيادة احترامهم لذاتهم ودوافعهم للتأثير على مجتمعهم، ولإبقاء الشباب اللاجئين على تواصل دائم مع المبادرات المجتمعية وحملات المناصرة.

مبادرة معاً نبني، في البقاع، لبنان

تعتبر مزنة، المنسقة الميدانية لبرنامج بيتنا آوتلاين في البقاع وعرسال، أن مخطط بيتنا هو برنامج فريد من نوعه: "يثري الشباب، ويمنحهم مساحة آمنة وتشاركية للتواصل والتعبير عن الأفكار والمعتقدات والآراء بشكل عملي وفعال. لقد منحهم فرصة للوصول إلى التدريبات التي لا تقدمها المنظمات الأخرى في المنطقة. ولأول مرة تم النظر في دور الشباب السوري في لبنان".

بصفتها لاجئة منذ عام 2013، وهي ناشطة وصحافية ورائدة أعمال مجتمعية شاركت في تأسيس العديد من المبادرات والفرق في لبنان، تولي مزنة أهمية كبيرة للتطوير الذاتي: "اليوم، هناك حاجة أساسية لبناء أنفسنا وتطويرها، لأننا مسؤولون عن حريتنا، وعن التفكير في كيفية خلق فرص متكافئة، ومنح أنفسنا مساحة لتحسين وضعنا".

تتأكد منسقتي البرنامج من أن التدريبات والأنشطة تتوافق مع معايير بيتنا، وأن يتم اختيار مدربين مؤهلين، وأنهم يوفرون مساحات آمنة للاجئين. أدت الظروف الاقتصادية الأخيرة في لبنان، بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي بشكلٍ دائم وصعوبات التنقل، إلى نقل هذه التدريبات مؤقتاً لتصبح عبر الإنترنت في أوقات مناسبة.

حتى الآن، تم تدريب أكثر من 70 شاب وشابة سوريين وسوريات من خلال البرنامج في طرابلس، لتشكيل مبادرات وفرق تحت إشراف ودعم بيتنا. ستة منهم حصلوا على منح صغيرة من بيتنا لمشاريع التوعية حول الديمقراطية، والعمليات الانتخابية، والحوكمة، وبناء السلام. وعملت بعض المجموعات على حملات مناصرة لإثارة قضايا اللاجئين السوريين في لبنان. كما تم تدريب المشاركين على بناء التحالفات والتواصل والتعرف على الوحدات السياسية والتواصل مع أصحاب المصلحة المعنيين في المستقبل.

مبادرة نسمة، في طرابلس، لبنان

أما في طرابلس، يعمل بيتنا آوتلاين حالياً مع 50 لاجئاً شاباً (بما في ذلك عدد من النساء الأميات، لتشجيعهن على الانخراط في الشؤون السياسية) ضمن صفوف دراسية معدة للحصول على التدريبات، تحت إشراف نور، منسقة برنامج بيتنا آوتلاين في البقاع، وهي حاصلة على شهادة جامعية في مجال الإذاعة والتلفزيون وعملت مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة. تركز التدريبات في البقاع على كيفية زيادة مشاركة اللاجئين الشباب في شؤون المجتمع، وكيف يمكنهم تعزيز أدوارهم وقدرتهم على التأثير.

"لهذه المشاريع تأثير إيجابي حقيقي على الشباب. بعد التدريب على عملية الانتخابات، أخبرني بعض المشاركين أنها كانت المرة الأولى التي يختبرون فيها تجربة التصويت، وبأنهم كانوا قادرين على اختيار مرشحهم المفضل بحرية في بيئة آمنة دون ضغوط. قالت نور: "على الرغم من أن النشاط كان تجربة مُتَخَيّْلة، فقد أثلج صدري أن أرى مثل هذا الحماس لممارسة ديمقراطية يعتبرها كثير من الناس في العالم أمراً مفروغاً منه".

تؤكد مثل هذه المشاريع وغيرها من تلك التي يدعمها بيتنا في المناطق التي ينشط فيها المجتمع المدني السوري، أن التواصل المستمر وزيادة الوعي جزء ضروري من دعم الجيل القادم من الشباب السوري حول مفاهيم وأدوات المجتمع المدني. إلا أن هذا الأمر لا زال يمثل تحدياً، إذ يتطلب إنشاء مساحة آمنة للمشاركين حتى يتمكنوا من التعبير عن أنفسهم بحرية، وصياغة احتياجاتهم وطلباتهم وإيصالها للمؤسسات القادرة على مساعدتهم على أن يصبحوا أعضاء فاعلين في المجتمعات المضيفة. كما أن لها تأثيرها على المدى الطويل، حيث إنها نواة مجتمع سليم لمستقبلٍ تكون فيه سوريا مستمرة في التطور والازدهار.

Previous
Previous

تعزيز التمكين السياسي للمرأة السورية

Next
Next

ثروة من المصادر المفتوحة على منصة بيتنا أونلاين